ينتشر فيروس (كورونا) بشكل سريع جداً، وكذلك تتوسّع دائرة الجدل المثار حوله، فالبعض يرى أنه فيروس خطير، يستحق اهتمام العالم بأسرة، بينما يرى البعض الآخر أن الأمر يخضع للكثير من (التهويل) نظراً لعدد وفياته القليل إذا ما قورن بأمراض أخرى مثل (سارس) مثلاً، ويذهب البعض الآخر لما هو أبعد؛ ليؤكد أنه صناعة أمريكية ضمن حربها البيولوجية مع الصين.
آراء بعض الخبراء والمختصين للحديث عن فيروس (كورونا) ما بين الوهم الحقيقة، الواقعية والتهويل، وخرجت بما يلي:
لا تهويل في كورونا
قال الأستاذ الدكتور عبد الرؤوف المناعمة، أستاذ علم الميكروبات بكلية العلوم الصحية، ونائب رئيس الجامعة الإسلامية: خطورة الفيروس تمكن في أنه جديد (سلالة جديدة) وهذا يعني أن كل سكان العالم، ليس لديهم مناعة مسبقة لهذا الفيروس، وبالتالي هم معرضون للإصابة.
وأضاف الدكتور المناعمة: " يضاف إلى ذلك أن نسبة الوفيات لهذا الفيروس مرتفعة نوعاً ما، وتصل من 3-7% في المتوسط وتزداد هذه النسبة في الفئات العمرية الكبيرة (الأفراد المسنين) وذوي الأمراض المزمنة".
وأكمل: الخطوة الثالثة تمكن في أنه لا يوجد علاج أو تطعيم حتى هذه اللحظة، وهناك تقارير، تشير إلى قدرة الفيروس على التغيير، مما يعقد عملية الحصول على تطعيم فعّال.
ووجهت "دنيا الوطن" سؤالاً لمناعمة، إذا ما كان (كورونا) يستحق تلك الهالة التي وضعها العالم بأسره فقال: حياة الإنسان بالتأكيد تستحق منا أن نبذل ما نستطيع، إننا في عصر نمتلك فيه الفرصة للقضاء على الأوبئة في مهدها أو التقليل من خسائرها من خلال الاستعدادات الوقائية، ويجب أن تأخذ كل الحكومات هذا الأمر بجدية، وكذلك الأمر بالنسبة للمواطنين.
وأستطرد: أنا لا أدعو إلى الذعر والخوف والهلع، وإنما أدعو للحذر، واتخاذ الإجراءات القياسية لمكافحة العدوى من خلال الابتعاد عن المصابين، وغسل اليدين بشكل متكرر، بالإضافة إلى الحرص على عدم لمس العينين والأنف.
ونفى أن يكون هناك تهويل في قضية (كورونا) قائلاً: لا تهويل في الأمر، منظمة الصحة العالمية، تدير الأمر بحكمة وروية، وترشد الدول إلى الإجراءات الواجب اتخاذها، وتساعد بعض الدول ذات القدرات المحدودة في توفير بعض المستلزمات لمجابهة هذا الوباء.
وأكمل: "التهويل ينشأ من غياب مصدر موثوق للمعلومات، وترك العامة نَهباً للشائعات والخزعبلات، لا يجب إلقاء اللوم على الناس، فهم غير مختصين، وإنما يجب تحمل المسؤولية بشكل يمكن السلطات الصحية من تمرير خطط المكافحة بسلاسة شديدة".
وفيات كورونا مقارنة بغيرها
في ذات السياق، قال الدكتور نبيل العيلة، أستاذ الأحياء الدقيقة الجزيئية في جامعة الأقصى: (كورونا) يعم العالم بأسره، لأن طبيعة تركيب الفيروس من عائلة (ارم أي فيروس) هو سريع التكاثر والتناسخ، وعلى ذلك ينتشر ما بين الناس والجمهور بشكل كبير جداً.
وأضاف: فيروسات (كورونا) لها ضربات مسبقة، حيث أصيبت الصين في عام 2003 بفيروس (كورونا) المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد، ما يسمى بـ (سارس) الذي بدأ بالخفافيش، ومن ثم انتقل للقطط ثم للبشر، وأصاب في حينه 8098 شخصاً توفي منهم 774، وهناك متلازمة الشرق الأوسط التنافسية (ميرس) انتشر أول مرة بالسعودية بـ 2012، وينتقل عن طريق الإبل، وأصاب 2494 شخصاً توفي منهم 858 بمعدل وفاة 34%".
وأكمل: فيما يتعلق بفيروس (كورونا) الحالي، أصيب به أكثر من 90 ألف حالة، توفي فيه أكثر من 3000 شخص، إذا بدأنا بمقارنة هل الفيروسات السابقة أشد فتكاً؟ نعم.. إذن لماذا التهويل الآن بـ (كورونا)؟ لأنه سريع الانتشار، وأصوله من الحيوانات، وانتقل إلى الإنسان مثل (سارس).
وأوضح، أن أعراض (كورونا) تتمثل بالصداع والشعور بالضيق والسيلان بالأنف والسعال وألم العضلات، وارتفاع بدرجة الحرارة وصعوبة التنفس، وفي مراحل متقدمة، يدخل المريض في مرحلة التهاب رئوي حاد جداً، ومن ثم ينتقل الفيروس إلى الدم ومنه يذهب إلى الأعضاء كالكلى، فيدخل المريض في حالات فشل كلوي وفشل في الكبد.
وأشار إلى أن أكثر الفئات المعرضة لخطر الإصابة بهذا النوع من الفيروسات كبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري ونقص المناعة، ومرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيماوي.
وكشف أن فترة الحضانة، طالت عن الفترة المعلن عنها في البداية، فكانت أسبوعين 14 يوماً، والآن وصلت إلى 27 يوماً، وفي آخر بحث وصل من الصين أنه قد تصل فترة الحضانة لـ 29 يوماً، وبالتالي الكشف الحراري على المعابر ليس مجدياً، فالمصاب لا تظهر عليه الأعراض خلال فترة الحضانة، ولكنه يستطيع أن ينقل الإصابة للمريض.
وأكد أن مدير منظمة الصحة العالمية، قال: إن تطعيم فيروس (كورونا) يمكن أن يكون جاهزاً بعد سنة أو سنة ونصف.
وحول علاقة فيروس (كورونا) بالحرب البيولوجية قال: قيل إن العلماء في الصين، كانوا يعملون في معهد أوهان للفيروسات، وخلال عملهم في تجارب الحرب البيولوجية، خرج هذا الفيروس، وبدأ ينتشر في الأسواق، التي تبيع المأكولات البحرية والحيوانات البرية في أوهان، ثم انتقل للإنسان ورواية أخرى تقول: إن (كورونا) مشابه للإيدز، وممكن أن يكون ضمن الحرب البيولوجية والاقتصادية بين أمريكا والصين.
وأضاف " بالتفصيل التدقيق للعلم البحثي، في هذا الموضوع نتعامل مع ما هو واقع، كمختصين في علم الفيروسات، نؤمن بالبحث العلمي، بما هو واقع، الآن يوجد لدينا خطر، ينتقل من بلاد أخرى، وقد وصل لفلسطين".
(كورونا) والحرب الاقتصادية
أما الدكتور رامي العبادلة، استشاري أول أعصاب وباطنة فقال: من المؤكد أن كورونا ليس وهماً، ولكن الأكيد أن هناك نوعاً من التهويل، السبب الوحيد للخوف منه أنه فيروس جديد وسرعة انتشاره كبيرة.
وأضاف العبادلة لـ"دنيا الوطن": "كخطورة فـ (كورونا) لا يشكل خطراً بالمعنى الحقيقي، فنحن نحدد الخطوة من عدد الوفيات، وعدد الوفيات من (كورونا) قليل جداً إذا ما قورن بأمراض أخرى، فهناك أمراض وصلت نسبة الوفيات فيها لـ 60%، و(سارس) في الـ 2002 نسبة الوفيات 28%، التهاب التنفس الذي جاء في السعودية في 2012 نسبة الوفيات من 37 إلى40%".
وأشار إلى أن الفئة الأكثر تضرراً من (كورونا) والتي يحدث فيها الوفيات، هم كبار السن ما فوق الـ 60 عاماً، ونسبة الوفيات الأكبر فيما هم فوق الـ 80 عاماً، ومعرفة العالم بأن الفيروس ينتقل عبر الجهاز التنفسي والرذاذ، قلل الخوف منه، وسهل عملية التحكم في انتشاره.
ونفى بشكل قاطع أن يكون (كورونا) صناعة دول لأهداف سياسية معللاً ذلك: عادة الأسلحة البيولوجية، التي يتم صناعتها في الدول الكبرى، يعملون عليها لتوقع أكبر عدد ممكن من الوفيات، ونسبة الوفيات قليلة جداً في (كورونا) 3% ولا تقع إلا بكبار السن وأصحاب الأمراض، مقارنة بوفيات الأسلحة البيولوجيا والفيروسات المصنعة، التي تكون فوق الـ 60 و70%، لأن الهدف منه ضرب أي دولة، ونشر الوفيات فيها.
وأكمل: أما عن استخدام هذا الفيروس من ناحية سياسية كمرض لضرب اقتصاد بلد ما، واستخدامه كحملة دعائية وتهويلة ككارثة، مما يؤثر على اقتصاد بعض الدول، فأشار إلى أن فيروس (كورونا) لا يستطيع العيش في درجات الحرارة المرتفعة، وبذلك ما إن تتجاوز درجة الحرار الـ 30 درجة، يكون هذا الفيروس قد انتهى، مثله مثل أي فيروسات كالإنفلونزا.
(كورونا) صناعة أمريكية
قال الخبير البيولوجي الروسي، الدكتور ايجر نيكولن: إن فيروس (كورونا) سلاح بيولوجي بجيل جديد، وصناعة أمريكية، تستهدف دولاً بعينها.
وقال في حوار مع قناة (روسيا اليوم): في الصين وبكل مدينة كبيرة يوجد بها، أسواق يبيعون فيها الحيوانات البرية، ويأكلونها منذ آلاف السنين، مشيراً إلى أن (كورونا) لم ينتقل للإنسان خلال هذه الفترة، ولكن خلال 20 سنة هذه رابع "فاشية" تحصل في الصين.
وتابع الخبير الروسي: هذه ليست مصادفة، إنها خطة، خاصة أنه حول الصين يوجد 25 مختبراً بيولوجياً أمريكياً، وتعمل هذه المعامل حول الصين، خاصة في كازاخستان وقرغستان ولاوس وتايوان وكوريا الجنوبية والفلبين، وفي كل هذه البلدان هناك مختبرات بيولوجية.
وتابع: نقول أكثر من ذلك، أنه حول التجار والسياح الصينين الذي يذهبون إلى روسيا، يأتي أضعاف هذا العدد، ولكن في روسيا لا يوجد هذا الوباء.
وأعرب عن اعتقاده أنه ليست صدفة، وأن الفيروس مختار جداً، يصل إلى البلدان التي تُعتبر خصوماً للولايات المتحدة، الصين إيران، وبعض الاتحاد الأوروبي، وخاصة إيطاليا، يعتقد الكثيرون أن هناك ميولاً لروسيا، و"هذه البلدان نرى أعداد المصابين أكثر، ولا أعتقد أن ذلك مصادفة، إنما هذه هي الخطة عند النخب العالمية".