اجتهد مجموعة من الشباب الغزيين على مدار الاشهر الماضية بتغيير نمط الزواج التقليدي في قطاع غزة، وخاصة للعوانس والارامل والمطلقين والمطلقات، مستخدمين بذلك صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما لم يكن مدرجاً في الطرق المتعارف عليها للزواج مسبقاً في القطاع.
فبدلاً من البحث زوجة في قطاع غزة بالطرق التقليدية، والتي قد تواجه بعض الاشكاليات احياناً، اتاح موقع للتواصل انشئ خصيصاً للزواج فرصة الزواج من خلاله وتقديم طلبات لكلا الجنيسين بالبحث عن زوج او زوجة.
وكانت بداية الفكرة بعد مرور اثنان من المؤسسين بتجارب في حياتهم اثناء البحث عن زوجة، وجدوا خلالها صعوبة في الوصول لزوجة بناء على رغبات ومواصفات خاصة، دفعتهم بالنهاية لتأسيس موقع وصال للزواج.
الاول مطلق وكان يبحث عن زوجة، ولكن والدته توفيت واخواته صغيرات في السن، وكان يجد صعوبة في البحث عن شريكة حياته، وبحث خلالها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فلم يجد سوى طرق عشوائية وغير منظمة، فاضطر للذهاب في كل مرة لمنزل الفتيات لطلبهن من والدهن.
اما الثاني فكانت تجربة لشاب من المؤسسين ايضاً للموقع اتيحت له الفرصة بالعمل ضمن برنامج الفرص المؤقتة، والتقى بفتاة انتهت من دراستها الجامعية حديثاً، ولم يطرق بابها احد من العرسان نتيجة منزلها الواقع في منطقة قريبة من السياج الفاصل في منطقة زراعية بعيدة عن السكان، ولم يزور منزلها العرسان منذ 5 سنوات.
style="background-color: white; font-family: "tahoma"; text-align: left;">كل هذا دفع مجموعة من الشباب لانشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي تطورت بعدها لانشاء موقع رسمي على الشبكة العنكبوتية لاستقبال الطلبات ونشرها، لخدمة المواطنين بايجاد شريك الحياة.
وقال احد مؤسسي موقع وصال الاستاذ محمد ابونادي، ان التجربة كانت بسيطة في بدايتها لكنها ناجحة، فقد ارسل مجموعة من العرسان طلب للموقع للاقتران بفتيات نشرن بعض التفاصيل الخاصة بهن على الموقع، فتمت اول حالة زواج للفتاة التي تسكن قرب السياج الفاصل بعد ثلاثة اشهر من نشر طلبها وتفاصيلها على الموقع.
واضاف ابو نادي:" ومن هنا بداية الانطلاقة بشكل اوسع بتعميم التجربة ونشر مواصفات العرسان والعرايس برسوم رمزية، ومن يتناسب معه أي طلب يتم مراسلة المشرف على الموقع، وبدوره ينقل الصورة للطرف الاخر، وفي حال تمت الموافقة بشكل مبدئي يتم منح صاحب الطلب عنوان ورقم طلبه ويتم تحديد موعد للزيارة بالتنسيق مع اهل الفتاة او من ينوب عنها".
ويتم التواصل مع الطرفين للتأكد من اتمام ونجاح الزيارة، ففي حال تمت الموافقة حصل الموقع على "حلوان الخطوبة" من العريس والعروس.
وواجه الطاقم معوقات كثيرة خلال تأسيس موقع وصال الالكتروني، لكن العزيمة والصبر كانا الدافع الاكبر للنجاح، حيث تنوعت المعوقات ما بين معتقدات المجتمع وثقافته وتقاليده ورفضه لهذا الاسلوب في بداية الامر، وتخوف الناس والعرسان والعرايس من هذا الامر"حسب قوله".
لكن الطاقم تجاوز هذه العقبات وتقاعل الكثير من المواطنين مع الفكرة، خصوصاً بعد حالات النجاح الكثيرة، خاصة ان هذا العمل يتوافق مع الشرع ولا يخالفه، واضاف ابو نادي:" من العقبات التي لا زالت تواجهنا هو العائق المالي، فبالرغم من التطوير المستمر لعملنا وتصميمنا للموقع، وادخال التعديلات عليه كل فترة، فما زلنا في مرحلة التجريب، ولدينا خطط رائعة مستقبلية لتوسيع عملنا وتطويره، وكل ذلك يصطدم بالمال".
وأكد ان المؤسسة غير مدعومة من أي جهة، متمنياً ان يتم دعم الفكرة لانها توفر السعادة للناس، ويكون في بعض الاوقات التعامل مع اباء وامهات متعلمين وغير متعلمين وكافة شرائح المجتمع.
وحظيت الفكرة بمصداقية وسمعة طيبة بعد النجاح المتتالي لها، حيث عزف الكثير من المواطنين في البداية عن التعامل مع الموقع وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الفريق بادر بالتعريف عن نفسه على الفور ووضع اسماء وارقام الطاقم بشكل واضح، مما ساعد الجميع على التفاعل مع الوجوه المعروفة للمؤسسة.
والملفت في الوقع ان الطاقم يضع عشرات الخيارات امام الراغبين في البحث عن زوج او زوجة، بشرح كامل ومواصفات شاملة.
واوضح ابو نادي ان الموقع يحتوي على اكثر من 400 طلب، كما ان هناك طلبات كثيرة ما زالت متوفرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في انتظار نقلها للموقع، ووصلت حالات الزواج التي تمت عن طريق موقع وصال الى 168 حالة زواج ناجحة، كانت البداية لمؤسسي الموقع الثلاثة الذين تزوجوا وعقدوا قرانهم من خلال الموقع كتعبير عن المصداقية والانتماء للعمل، كما ان العمل يكون في غاية السرية.
وافاد بأن الطاقم لديه خطط كبيرة لتطوير العمل بفتح مكتب للزواج، وتأسيس دليل للعرسان وصندوق المهر الجاري، لكن ما يقف في وجه هذه الخطوات قلة الدعم المالي، سوى الرسوم الرمزية التي يتقاضاها الطاقم من العرسان، على الرغم من تهرب عدد كبير من الاتفاق والمسؤولية بعدم الدفع، لان التسجيل بالموقع مجاني، متمنياً الحصول على دعم